الصناعات النسجية بين الأمل والرجاء .. «الحلقة الثالثة».


نستكمل مع حضراتكم سلسلة مقالات وحلقات الصناعات النسجية ما بين الأمل و الرجاء، حيث سوف نستعرض اليوم الحلقة الثالثة من تلك الصناعة، وهي المتعلقة «بالأصباغ».
تأتي الصباغة كثالث مرحلة من مراحل الصناعات النسجية لتعطي للمنسوج اللون المطلوب.
وتشمل عمليات التحضيرات الأولية ثم "نصف التبييض أو التبييض الكامل أو إكساب الألياف اللون"، ولكل نوع من الألياف آليات و مراحل وآلات تناسبه.
ومن المشكلات التى تواجه هذه الصناعة الرائعة والصعبة، هي إرتفاع التكلفة وأحيانا عدم توفر المواد الكيميائية لجميع المراحل من مواد مساعدة حيث أنها بنسبة تقارب ٩٠% مستوردة من شركات عالمية.
وكذلك الأسعار المذهلة لخطوط الإنتاج سواء كانت لصباغة القطعة أو لصباعة الأقمشة بأنواعها المختلفة والتي تصل من بضعة ملايين إلى مئات الملايين و جميعها بالكامل مستورد.
ولما كان لدينا هذا الكم الهائل من مصانع الصباغة والتجهيز يكون من الواجب علي المهتمين بالصناعة عمومآ، وبهذه الصناعة علي وجه الخصوص تبني فكرة تصنيع خطوط إنتاج للصباغة علمآ بأنها ليست تكنولوجي معقد ولا مستحيل، بل من اليسير جدآ علي بعض الجهات الصناعية الحكومية تبني الفكرة تمامآ، لا سيما إنه منتج مباع مسبقا بل وتكلفة الإنتاج لا تقارن بسعر المنتج المستورد.
أما عن المواد المساعدة والأصباغ المستخدمة فمن غير الطبيعي أن يكون للشركات الأجنبية المنتجة وكلاء للتوزيع دون مصانع للإنتاج.
ومن الواجب البدء بإنشاء مصانع للكيماويات لتغذي كافة المصانع التي تعاني من صعوبة و تكلفة الإستيراد.
وهنا نتساءل أين شركاتنا الوطنية مثل "أسما داي... وغيرها"؟، ولمصلحة من أن يختفي إسمها أو أن يتم إغلاقها؟!.
مع العلم بأن المركز القومي للبحوث به وحدة للصناعات النسجية تنصب أبحاثه علي تطوير هذه الصناعة وتضم العديد من علمائنا الأفاضل.
فلما لا يتم الربط بينهم و بين جهة تنشأ خصيصآ لإنتاج المواد المساعده والأصباغ وكذلك خطوط الإنتاج للصناعة نفسها.
أما عن جودة المنتج وتوافقه بيئيآ، فيجب أن نعترف بالتقصير التام وغياب الرقابة، حيث يكون الإلتزام بالمعايير العالمية قاصرآ فقط علي التصدير وذلك لأن العميل يقوم بتحليل العينات وبناء عليه يكون الرفض أو القبول.
أما السوق المحلى فقد شهد تدني ملحوظ علي مستوى الصبغات، من حيث ثبات الغسيل والاحتكاك، وهذا هو الشيء الظاهر، أما الشيء الخفي هو احتواء الأصباع علي مواد ضارة بيئيآ كالعناصر الثقيلة مثلآ.
وعن مظهرية المنتج وجمال رونقه، فقد افتقدنا بعض المراحل التي تكسب الألياف مظهرا مميزا.
وسوف أذكر هنا إحدي المراحل على سبيل المثال.
وهي «المرسرة أو التحرير»، وهي التى تحول مظهرية الألياف القطنية إلي مظهرية تقارب الحرير وكذلك تزيد من معدل الإمتصاص ومرونة الألياف.
والسؤال لماذا إختصرت هذه المرحلة رغم زهد تكلفتها وما تقدمة من قيمة رفيعة في التصنيع؟!.
وللعلم بعض الماركات "سعر التيشيرت من القطن المحرر" يتعدى ٦٠ يورو، في حين غير المحرر لا يتعدي ١٠ يورو.
إذن من الواحب دراسة تجويد المنتج وعدم إختصار مراحل ذات قيمة إقتصادية، وإبتكار خطوط إنتاج محلية للماكينات والاصباغ، والمواد المساعدة وتشديد الرقابة لا سيما بيئيآ.
يتبع في الحلقة الرابعة ....
د . عبد المنعم محمود إستشارى طباعة وتجهيز المنسوجات و النانو تكنولوجي.