الصناعات النسجية بين الأمل والرجاء الحلقة الرابعة «التجهيز».

د.عبد المنعم محمود

---

نستكمل مع حضراتكم سلسلة مقالات وحلقات صناعة الغزل والنسيج، والتي نستعرض فيها أهم المشكلات التي تواجه هذه الصناعة الهامة، ووضع حلول موضوعية لمعالجة تلك المشكلات.

وحلقة اليوم هي الحلقة الرابعة والمتعلقة «بالتجهيز».
وهى مرحلة تالية ومرتبطة تمامآ بالصباغة وتشمل العمليات الميكانيكية والكيميائية التى تجري علي الألياف المصبوغة.

التجهيز الميكانيكي :
ويشمل عمليات العصر والتجفيف، وضبط العرض والإنكماش، معتمدين علي خطوط تجهيز ذات مواصفات تسمح بإسترجاع الشدد أثناء الصباغة، وضبط وتثبيت العرض حسب طبيعة الألياف وبوصة الأقمشة المنسوجة، اعتمادآ علي عرض الأنكماش الصفري ورؤية الإدارة الفنية.

التجهيز الكيميائي :
ويشمل المعالجات الكيميائية التي تُجرى علي الألياف لإكسابها صفات مرغوبة حسب متطلبات المستخدم، كالمعالجة ضد البلل والحريق والأتساخ، كما في زي رجال المطافيء وفرش الطائرات علي سبيل المثال.
أما المعالجات ضد التجعد والتكسير، وهى مطلوبة لكافة الأقمشة وإن كان الكثير من مصانعنا لا يطبق هذه المعالجات للسوق المحلي، وتعتبر قاصرة علي الماركات العالمية وأحيانآ لعدم توفر الخامات المطلوبة لها.
كذلك يشمل التجهيز الكيميائي معالجات التطرية أو التنعيم، وهى كذلك مطلوبة وضرورية لكافة أنواع الأقمشة لاسيما الملبوسات.
أما عن التجهيز ضد الميكروبات بإستخدام المواد «النانومترية»، كجزيئات الفضة أو ثاني أكسيد التيتانيوم فيعد من التكنولوجي الجديد، والواجب تطبيقه لاسيما لفرش المستشفيات وملابس الأطباء والعاملين بها.
وقد تجرى هذه المعالجات علي الخيوط الجراحية، كذلك مع إضافة بعض العناصر التي تساعد علي عمليات تجلط الدم، لا سيما في حالات جراحات مرضى السكر مثلا.
ويعد التجهيز الكيميائي ضد الأشعة فوق البنفسجية بإستخدام المواد «النانومترية»، تكنولوجي هام لا سيما في ملابس الأشخاص المعرضين لأشعة الشمس بصفة دائمة مثل الجنود.

والمشكلات التي تواجه هذه المرحلة أولها الماكينات المستخدمة ذات التكنولوجي البسيط جدآ والذي لا ينتج محليآ منه شيئآ علي الإطلاق كما أن أسعاره عالية للغاية.
وكذلك عدم توفر المواد الكيميائية المستخدمة فغالبيتها مستوردة وبأسعار عالية جدآ.
وكذلك عدم توفر الخبرة للقائمين علي هذه المرحلة للكثير من العمليات، سواء الميكانيكية أو الكيميائية في أغلب المصانع المصرية، وبعضها يجرى بلا دراسة إلا في بعض المصانع القليلة.

ومما سبق فإن التجهيز بنوعيه الميكانيكي والكيميائي، هو صورة المنتج المثلي التي تطوع المنسوج إلي الإستخدامات المطلوبة.

فعمليات التجهيز تأتي لتترجم خلاصة عمل مصنعي الغزل والنسيج والصباغة في صورة منتج ذو مظهرية ومواصفات قد تُعلي قيمته أو تقلل منها.

يتبع في الحلقة الخامسة ....
د . عبد المنعم محمود إستشارى طباعة وتجهيز المنسوجات و النانو تكنولوجي.