زيزى ضاهر تكتب: قبلت وجهك على مرآة حلمي


وإن عز اللقاء ... هناك اكتبني على كل دفاتر الشوق ... التي اغتسلت هائمة.
من أحبار هذيان غرام ... قط خطه القدر يوما ثائراً
على عاصفة اشتياقي لك ... وقبل الوداع
وآخر كلامي لك ... سأبوح لك بخربشات أقلامي
لك على جدران قلبي ... ألف غصة وقصة.
وقبل انتحار الأماني ... وددت قبل رحيلي.
أن أقبل هذا الشوق إليك ... ولكم أود أن يكون.
وجهك آخر من أراه ... في مرآة أحلامي.
لكن الأمنية تبقى أمنية ... إلى أن تصمت الحروف
عن نزف الجروح ... وعطش الندوب.
إلى حب يديك ... فيا من تربعت عاشقاً.
على حلم عمري ... ستفتقدني يوماً عينيك.
وتشتاق حين الفراق ... إلى نحيب الأزمنة بي
ولن تعود إلى مملكة ألواني.
ومن لهب الخوف الواقف ... على أطلال الذكريات.
سلام لك من أنفاس ... احترقت بك.
وقلب معذب ... عاش ينتظر هواك.
وربما حين نودع أحلامنا ... إلى عمر آخر
القاك فيه.
على حافة الحلم ... وحتى الرمق.
وموطن الجسد ... أحبك جدا.
وأعرف أنني منذ التقيتك ... هناك شيء ينبئني.
بأنني وداع أخير ... على سلم الفراق.
قد أراك يوما تنتظرني هناك ... ومعك ألف سؤال وجواب.
ومن جعبة الماضي الجميل ... أبحث عنك بين الصور.
ربما كل الأزمنة اختفت ... إلا زمني ينتظر هناك.
علنا نلتقي يوماً ... في حلم آخر.
وموعد جديد ... نرقص على وتر اللقاء.
مع ألف أمنية وحلم ... فيا أيتها الحدود.
هلا سافرتي يوماً معي ... دون قيد أو سدود.
تبحثين معي عن موطني ... فلقد اختفى يوماً هناك
حيث دفنت طفولتي ... نصف وجهي ذات صباح
وفي نشوة الرحيل ... نسي أن يقبل عبق زمني.
لم يقل لي كم اشتاق ... وكم يعشق هواي.
وكأنني كنت أنتظر ... السماء أن تمطر.
لكن المطر جف ... قبل أن يروي ظمأي.
لم يقلها يوماً ... منذ الرحيل
لكن أنفاسه هتفت بي ... وجيشت كل ما تبقى
من إعصار الحنين.
وكما كنت دائماً وأبدا ... تقتل حتى الفراق فينا
وتسرق عمر يبدأ بنا ... وقفت صامتاً دون وجعي
أتعلم أنني أحتضر الثواني ... واختصر كل ما بقي من نهار وليل وانتظار ... كي أحلق في ذكرياتي هناك.
وأرحل إلى موعدنا الأول ... لأنتظر طيفك.
وأصنع لك عمر آخر أحبك به ... فالسنين ذهبت كأنها سحابة.
ورمت ما بقي من عمري هناك ... بين كفيك
واختفت خائفة بين الجموع ... تبحث عن ظلك
خلف جدار الوداع.