كريمان حرك تكتب: الإحتفال بالمؤلف الموسيقى "بيندرتسكى" خطوة هامة ومشاركة رمزى يسى فكرة ذكية

الكاتبة كريمان حرك (أرشيفية)

---

الإحتفال بالمؤلف الموسيقى "بيندرتسكى" خطوة هامة لأوركسترا القاهرة السيمفونى، ومشاركة رمزى يسى فكرة ذكية من المايسترو الصعيدى.

الحفل الذى يقام فى الثامنة مساء السبت القادم 13 مارس بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا، يحييه أوركسترا القاهرة السيمفونى تحت عنوان "تكريم كريشتوف بيندرتسكى" يُعد من الأحداث الهامة فى الساحة الموسيقية المصرية وفى تاريخ هذا الفريق لعدة أسباب من أهمها، إننا لأول مرة تعزف أعمال هذا المؤلف العظيم فى مصر، والسبب الثانى أن البرنامج بكامله يُقدم أعمال الموسيقيين البولنديين فى فترات زمنية مختلفة، أما السبب الثالث إختيار «رمزى يسى» وهو عازف سوليست مصرى عالمى مرموق وله قاعدة جماهيرية كبيرة ليشارك بالعزف فى الحفل، فإن ذلك يُحسب بدون شك لذكاء المايسترو أحمد الصعيدى مدير السيمفونى وقائد هذا الحفل الذى يقام بالتعاون مع السفارة البولندية فى القاهرة التى أعطت المدونات الموسيقية للسيمفونى، حيث للأسف مكتبته لا تتضمن أعماله.

و«بيندرتسكى» من مواليد 23 نوفمبر 1933 وتوفى فى 29 مارس 2020، لهذا جاء الإحتفال به بمناسبة ذكرى رحيله الأولى، وأيضا فكرة جيدة تضاف لمزايا الحفل.

و«بيندرتسكى» من العلامات الموسيقية البارزة فى النصف الثانى من القرن العشرين، بدأ الإهتمام الدولي به عام 1960 حين قدم مقطوعة لضحايا هيروشيما أتضح من خلالها عبقريته الموسيقية وتجديده وبصمته الشخصية، ومنذ ذلك الحين توالت أعماله الغزيرة حيث أبدع أربع أوبرات وثمان سيمفونيات ومقطوعات كورالية وكونشرتات مختلفة متنوعة، وفى الخمسينيات والستينيات أشتهر بالتجريب في الموسيقي، ولكن في السبعينيات بدأ يعود إلي إستخدام أنماط تقليدية حيث أصبح محافظا، وفى سنواته الأخيرة جمع بين الجديد والقديم فى أسلوب مبتكر يخصه وحده .

و«بيندرتسكى» ليس مؤلفا موسيقيا فقط بل قائدا  موسيقيا قاد أعظم الأوركسترات، وكان لى حظ حضور إحدى حفلاته أثناء قيادته لأوركسترا وارسو السيمفونى فى بروكسل عام 2011، وكتبت رؤية نقدية لهذا لحفل وردت فى كتابى الذى صدر مؤخرا بعنوان" الموسيقى العالمية والمحلية المتطورة فى مصر" ضمن سلسلة كتبى "الفن الجميل".

ونعود للحفل الذى سوف يبدأ برنامجه بمتتالية للمؤلف الموسيقى البولندى لوتوسلافسكى (1813-1994) والذى يعد من أهم مؤلفى النصف الأول من القرن العشرين، ولم يعزف له السيمفونى المصرى طوال تاريخه إلا مرة واحدة وكان كونشرتو عام 1996، ولهذا نجد أن هذه المقطوعة أيضا تعزف للمرة الاولى فى مصر وكل هذا يعد ثراء للفريق وللجمهور.

وبين المقطوعتين يطل علينا "رمزى يسى" ليعزف لنا الكونشرتو رقم 1 فى مقام مى الصغير مصنف 11 لمن سبق هذين المؤلفين الموسيقار البولندى فردريك شوبان (1810-1849) الذى يعد من ريبرتواره، ولم يتم تقديمه منذ فترة طويلة، ولا يفوتنا أن الجمهور يعشق أداء رمزى لمؤلفات شوبان .

وكما ترى عزيزى القارىء البرنامج مميز يمثل إضافة فى الساحة الموسيقية المصرية، ولهذا وجبت التحية والتقدير للمايسترو الصعيدى ولنجمنا المحبوب رمزى يسى الذى حضر خصيصا لهذا الحفل من فرنسا حيث يقيم، وللدكتور مجدى صابر رئيس هذا الصرح والذى وراء هذا النشاط الجاد والثرى، وأخيرا كل الشكر لسفارة بولندا التى تعاونت لتقديم هذه الأمسية التى نتمنى أن تحظى بعدد وافر من عشاق الموسيقى.