كريمان حرك تكتب: المايسترو سليم سحاب يعود للأوبرا بعد غياب سنوات بحفل يبهر الحضور

جانب من حفل المايسترو سليم سحاب

---

عودةٍ حميدة للمايسترو سحاب بالأوبرا ... إختيار موفق للفقرات ... وأداء متميز .
حيدر وعفت وريم وحسنى وسارة نجوم في الغناء، ومنصور وأنيس وظهير تألقوا في العزف المنفرد .

بعد غياب عدة سنوات عاد المايسترو سليم سحاب إلى دار الأوبرا ليقدم حفلاً بالمسرح الكبير تميز بالتنوع في الفقرات والمهارة في الأداء والدقة في التنفيذ والتفاعل الجماهيرى الرصين .

وصاحب الحفل فرقة أختار سحاب معظم أعضائها من عازفين وكورال .
تتضمن برنامج الحفل الذى جاء في فاصلين من 13 فقرة لتسعة ملحنين، نجح المايسترو في إختيارها وأيضا ترتيبها وتنوعت بين الغناء والموسيقى حيث قدم خمس قطع موسيقية، بالإضافة لعزف منفرد على العود للعازف سيد منصور الذى قدم أغنية فريد "حكاية غرامى" بإقتدار وبأسلوبه المتفرد وبفهمه العميق لمدارس العزف المختلفة، ومنصور يُعد من مؤسسى الفرقة القومية العربية للموسيقى التى ظل سحاب قائداً لها الأطرش "بنادى عليك" بتوزيعها الأوركسترالى الشهير وكانت خير تقديم لفرقته الموسيقية، وكانت عنواناً لبرنامج الحفل كما قدم مقطوعة "فتافيت السكر" لمحمد فوزى وموسيقى "دقات القلب" ألحان أحمد فؤاد حسن و "تمر حنة" ألحان الموجى، ثم ختم بموسيقى أغنية "أنت عمرى" لموسيقار الأجيال .

ولكن من خلال مبارزة بين آلتى كمان للعازفين «نادر أنيس ومحمد ظهير» والذين كانا على مستوى عالٍ من الأداء، وتٍعد فقرة جديدة مبتكرة وهذه الإختيارت تدل على ذكاء المايسترو سحاب وحرفيته، لأن معظمها يتم فيها إستثمار جيد للعازفين حيث تتضمن فقرات صولو لمعظم العازفين توضح مهارتهم وتمكنهم من التحكم في الآلة .

أيضا هناك توظيف للصوت البشرى متمثلاً في الكورال كما في مقطوعة "يا تمر حنة" التى بها مقطع غنائى للكورس النسائى أيضا نجد هناك تنوع في ملحنى هذه الموسيقات بأسالبهم المختلفة في الإبداع .

وبالنسبة للغناء جاء متميزاً حيث جاءت اختيارته لأغانى معظمها بها توظيف جيد للألات الصولو وللكورال، مما أعطى ثراء وزخم للبرنامج، كما قدم أغانى غير متداولة في ريبرتوار فرق الموسيقى العربية مثل أغنية "شمس الشموس" ألحان بليغ حمدى والتى يؤديها دويتو مطرب ومطربة وكورس نسائى ورجالى، وبها توزيع جيد للصوت البشرى حيث نجد بها صوتين في وقت واحد الكورال والمطربين مع المصاحبة الموسيقية، وهذا العمل أداه «أميرة أحمد وحسام حسنى» وهم من نجوم فرق الأوبرا وقدما العمل بصوت جميل ودقة في التناول .

وبشكل عام من ميزات سحاب في هذه الحفل الإختيار المميز للأصوات التى تتناسب مع اللحن، فنجد النجم وليد حيدر شدا بأغنية محمد فوزى "ياعينى على قلبى" التى يغنيها بالتبادل مع الكورس النسائى وتعد من الألحان الصعبة التى تحتاج لصوت مثقف موسيقياً ومتمرس لأنها تتميز بتعدد النقلات السلسة وهذه الصفات يتميز بها وليد الذى يتميز بحلاوة في الصوت، كما أنه لم يقتصر على أغانى مطرب واحد بل ريبرتواره متنوعاً، ويعد حالياً من أهم نجوم فرق الموسيقى العربية تشاركه في هذه الصفات المطربة ريم كمال التى أمتعتنا بأغنية أسمهان "ليالى الأنس في فيينا" وللعلم هذه الأغنية كانت سبب شهرتها، حيث شدت بها في بداية مشوارها الفنى منذ عدة سنوات مع المايسترو سليم سحاب، ورغم أن صوتها من نسيج صوت أسمهان إلا أنها خرجت من عباءتها وتتضمن ريبرتوارها العديد من الألحان المختلفة لأصوات الرواد .

المفاجأة في هذا الحفل كان أحمد عفت الذى عاد للغناء بعد أزمة مرض كبيرة، والذى بزغ نجمه وأشتهر بأداء أغانى العندليب، وبالإضافة لحرصه على تفاصيل اللحن وادائه المتقن وصوته المدرب الجميل نجده يمتلك إحساس كبير في الأداء ويجمع بين الصوت القوى القادر على التلوين وبين الرقة والسلاسة، وكل هذا تجلى في أدائه لأغنية "نعم يا حبيبى" ألحان كمال الطويل ودويتو "لحن الوفاء" ألحان السنباطى التى شاركته فيه الصوت الجديد سارة التى أدت أيضاً أغنية فيروز "حبيتك بالصيف" للرحبانية، وتُعد صوت واعد تلقى تدريباً جيداً .

كما قدم سليم في بداية البرنامج موهبة من كورال الأطفال زياد وائل ذات الـ 15 ربيعاً الذى أدى من ألحان بليغ "طاير ياهوى" لمحمد رشدى ولا ننكر إنه أدى العمل بأمانة ولكن لا يتناسب هذا اللحن مع صوته الذى مازال يحمل سمات الطفولة .

ومن ملاحظات الحفل إن المايسترو رفض ظاهرة تصفيق المتفرجين مع الألحان والتى للأسف انتشرت في حفلات الموسيقى العربية مما جعل تفاعل الجمهور محترماً ورصيناً يتناسب مع دار الأوبرا ومع هذه الألحان الجيدة التى تحتاج تأمل وإستماع جيد .