سهى محمد تكتب: دور الصحافة في تحقيق التنمية المستدامة


تلعب وسائل الإعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص، دورًا رئيسيًا فى تحقيق التنمية المستدامة، والمتمثل في العديد من الوظائف التي تؤديها، وتُعد الصحافة من أهم تلك الوسائل لما لها من دور واضح في التعامل مع مختلف القضايا والأحداث.
ومما لا شك فيه أن الصحافة منذ نشأتها تتسم بدورها في تنمية الوعي السياسي، والفكري، والثقافي، والاجتماعي، والإقتصادي، وتوسيع قاعدة المثقفين، وتوظيفها بالشكل الأمثل فة تشكيل وقيادة الرأي العام وتجييشه نحو قضايا التنمية المستدامة وخطة مصر 2030، سيكون له الأثر الإيجابي فى مساندة الدولة نحو تحقيق واكتمال رؤيتها بمساندة أبناء شعبها، من خلال وضوح الرؤية نحو أهمية الإصلاحات الاقتصادية التى اتخذتها الدولة لتحقيق رؤيتها التنموية.
كما تعد الصحافة وسيلة هامة للتعبير عن تطلعات الشعب واهتماماتهم، فهى من أهم الوسائل المساهمة فى تطوير المجتمع المدني وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال إلقاء الضوء على أنشطة مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، وتعريف المواطنين بها، وحس القادين منهم على مساندتهم لإستكمال مسيرتهم الخدمية والتنموية فى المجتمع.
• العمل بشفافية والمساءلة القانونية والإجتماعية.
ففي حالة نهوض وسائل الإعلام المختلفة بمتابعة الأحداث في جميع أنحاء العالم، تهتم التغطية الصحفية والتي تُعد من أساسيات العمل الإعلامي بنقل الأحداث بشفافية وموضوعية، وايصالها للمتلقي بالشكل الذي يجعله يجيب عن الأسئلة التي تبادر ذهن القاريء بشأن ذلك الحدث، لهذا تقع على وسائل الإعلام مسئولية إجتماعية إتجاه ما تقدمه للجمهور، وأيضا مسئولية قانونية فى حالة تقديم محتوي مُضلل للقارئ أو المشاهد.
ببساطة تُعد الصحافة خدمة حضارية وأداة إعلامية عليها مسئولية أخلاقية في نقل المعلومات، ولا يجب اساءة استخدامها لإثارة العقول دون جدوى، بل تثير عقول القراء لتلبية احتياجاتهم وفي نفس الوقت لا تهمل البحث عن الحقيقة.
فالتغطية الصحفية السليمة هى التي تحول الحدث إلى خبر يستحق النشر، وليست مجرد سرد تصريحات من مصدر مسئول.
لذا لابد من إقامة دورات أكاديمية مُتخصصة لتأهيل الكوادر البشرية للعمل في مجال الإعلام الإلكتروني بشكل خاص، لما له من سمات تختلف عن سمات الصحافة الورقية، أو التغطية المرئية بالقنوات الفضائية، حيث إن التعامل الإعلامي مع السوشيال ميديا، يحتاج إلي كوادر مُدربة تدريب خاص لتحقيق أفضل استفادة للمجتمع ولتنمية المجتمع فى عالم التواصل الإجتماعي، الذي يمكن توظيفة صحفيا وإعلاميا بشكل يحقق مساندة حقيقة للدولة فى مسيرتها التنموية.
فعلى سبيل المثال، أن التكاتف والتعاون الذي أفرزته السوشيال ميديا أمس فى اليوم الأول من عاصفة «التنين» بين المواطنين وأجهزة الدولة التنفيذية، بعد هطول الأمطار بكثافة، لتفرز التواصل الإجتماعي منصة إعلامية تُعلن من خلالها مجموعة من الشباب عن تطوعهم بمساعدة أي شخص تعطلت سيارته فى المياة، وذلك من خلال انقاذهم بسيارتهم الدفع الرباعي "4×4" بعد أن شكلت مجموعات من الشباب فرق إنقاذ أعلنت عن نفسها فى أكثر من محافظة، بجانب إعلان بعض المطاعم على التواصل الإجتماعي عن فتح أبواب مطاعمها بالمجان لأي شخص كان على سفر ولم يستطيع العودة لمنزلة، وأيضا للمشردين بالشوارع، وايضا إعلان بعض الأسر عن فتح منازلها لإستقبال أي إنسان أو أسرة كانت على سفر ولم تستطيع العودة لسوء الأحوال والجوية، وأيضا برزت التواصل الإجتماعي إنسانية الشعب المصري، عندمت فتح سكان بعض العمارات أبوابها لإيواء القطط والكلاب المشردة وحمايتهم من الأمطار الغزيرة.
كل تلك الأمثلة هى نواة مُثلي، يفترض أن يتم التعامل معها وتوظيفها بشكل أمثل من وسائل الإعلام، لإبراز قيمة وحضارة الشعب المصري، ومدى تكاتف وتعاون هذا الشعب مع بعضه البعض، ووقوفة سند وظهير متماسك خلف قيادته السياسة وأجهزته التنفيذية.