إيمان آل ذاكر تكتب: دور الأسرة في التنمية المجتمعية.

إيمان آل ذاكر

---

آدم وحواء والصراع الأزلي بينهما في مجتمعنا العربي سببه أولاً التنشئة الخاطئه منذ نعومة أظافر الأطفال، فيتم ترسيخ مفهوم أن الولد هو السند، وله ما ليس لأخته من مميزات، الولد مسموح له أن يتأخر خارج المنزل بحجة أنه ولد، وإن البنت تجلب العار إن تكلم الناس عنها، بينما الولد لا يعيبه سوى جيبه، وإن البنت بهذا المجتمع وظيفتها راحة الرجل وخدمته.

فتكبر البنت بداخل المجتمع وهي بداخلها شعور إنها مواطنة من الدرجه الثانية، والولد سي السيد خلق ليطاع.
هنا ينشأ الولد على أنه الأمر الناهي لأن الأسرة لم تعلمه معنى القوامة بمفهومها السماوي، وأنه من ضمن مسئولياته إحتواء المرأه التي خلقت منه. ولكن الرجل في مجتمعاتنا العربية نشأ على مفهوم إن المرأة مخلوق من ضلع أعوج، ولهذا لم يحترم الأنثى ولم يفهم معنى الحديث لرسولنا الكريم أن الضلع الأعوج إن حاولت أن تقومه إنكسر، وهذا يعني الرفق بها، وإن العنف لا يجدي نفعاً، "فقال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وقال رفقاً بالقوارير".

إذن هذه النشأة للذكر الخاطئه لا تنشئ رجالاً، فشتان ما بين الذكورة والرجولة، وتلك الأنثى أن لم تنال حظها من التعليم تنشأ خاضعة، بل تكون حاقدة على الرجل المتسلط.

فالمجتماعات الفقيرة التي يكثر فيها العنف ضد المرأة، والتي قد تصل إلى القتل، فنري أحياناً قتل الزوجة لزوجها بعد أن تكون قد ذاقت ظلمه ولم تعد تتحمله، ولهذا لكي لا نري هذه المشاهد يجب أن تنال المرأه حظاً وافراً من التعليم، و أن تأخذ حقها الطبيعي في الحياة، وأن تمنح الحرية المسئولة.
لأن إذا ظل تكريس مفهوم أن الرجل أفضل من المرأة، سوف تجد المرأة تتمرد على هذه العقليه التي تجعل من الرجل سي السيد، فيكون الإنفصال هو الحل، والدليل علي ذلك كثرة حالات الطلاق بمجتمعنا التي نراها.
وهنا أعود إلى الأسره لكي أطلب منها عدم التفرقة بالتربية بيت الولد والبنت حتى تنشأ الأجيال سوية، وأن الذكر مثل الأنثى عليه واجبات تماماً مثل حواء فننشأ رجالاً لا ذكوراً.
فيكتمل الشكل السوي للمجتمع فيتحقق بداخل المجتمع التكامل الذي يقود لبناء الأوطان وتحقيق التنمية بداخلة.