منال مدبولي تكتب: كيمياء الروح وعيد الحب


كيمياء الروح قد نسمع عنها، وتمر علينا مرور العابرين دون أن نلتفت إليها، ولا نشغل تفكيرنا بوجودها من عدمه .
أرواح نلاقيها في حياتنا، منها ما نتآلف معها من أول نظرة، نشعر تجاهها بالراحة الداخلية، فنُقبل عليها دون تردد، ومنها نعتاد عليها بالتدريج والتعود، بالكلام أو بالنظرات، ومنها ما ننفر منها حينما تتلاقى العيون والوجوه معـًا، وقد يتبدل ذلك فيما بعد؛ لأن عالم الأرواح هو الحقيقه الثابته في المشاعر الإنسانية فعشق الروح مالوش أخر أما عشق الجسد يفنى.
كيمياء الأرواح تولد معنا، تكبر وتتطور، تتأثر بتربيتنا وثقافتنا وتفكيرنا ومحيطنا، تتشكل وفقـًا لقناعاتنا الشخصية، وحينما تبدأ في التأثير على أرواحنا وقلوبنا، تختار هى الأرواح التي نتناغم معها، تحكم علاقاتنا الإنسانية، تصنع الحب وتبني الصداقة، تجعلنا نعبر حدود الأرواح، فنلاقى أشخاص نرتاح لهم، نتناغم معهم، نشعر بالاطمئنان بجوارهم، وبالراحة في الحديث معهم، وبالسعادة حين يربتون بأكفهم على أكتافنا، نتجاوز مرحلة الخوف والخجل إلى مرحلة الأريحية والسعاده، فنعرف ما يدور بداخل الآخر، ويعرف ما يدور بداخلنا، يشاركنا الفرحة، ويمدنا بأسباب السعادة، يدرك أحزاننا، ويحس بآلامنا مهما أخفيناها .
العلاقات الإنسانية المبنية وفق كيمياء الأرواح، تدوم مدى الحياة، تحييها لغة القلوب، ويرممها الحب إذا ذبلت، وقد تدوم بالصمت والسكون، وأيضـًا تستمر في الوصل والقطيعة، وتتحدى تقلبات الأيام .
كيمياء الحب تحدث توازن بداخل النفس الإنسانية وأن غابت عنها تحدث العديد من التصرفات اللإنسانية كم نحن جميعا فى أمس الاحتياج إليها، وامس الاحتياج فى التعبير عنها، إن نفسا لم يشرق الحب فيها هى نفس لم تدرى ما معناها أنا بالحب عرفت نفسي وبالحب عرفت طريقى إلى الله .
الحياه بالحب تُهذب سلوك وتصرفات البشر ... كل عيد حب وانتم طيبين .