إيمان آل ذاكر تكتب: «مثني وثلاث ورباع».


مثنى وثلاث ورباع آيه أتخذ منها بعض الرجال سبباً لهدم الكيان الأسري، وكأنه السيد المطلق والنساء أداة خلقن لإشباع نزواته دون مراعاة لشعورهن كاناث.
فهن عنده مجرد أدوات لا إنسان يتساوى معه في كل شيئ، فمتى ما أمتلك الرجل المال أصبح له الحق بأن يستبدل أي زوجه بأخرى متخذاً من هذه الآيه دليلاً على أحقيته بالظلم.
لا يا عزيزي أنت مخطئ في تفسير الآيه، فلم تهان المرأه بالإسلام بل كرمت لأنها أخت الرجال، وأم الرجال، وكانت السيدة عائشة بحراً في العلم يُطلب منها المشورة، وقد ذكرها رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم، بحديث قال فيه حذو نصف دينكم عن هذه الحميراء، والمعنى لكلمة "حميراء" وصف للون بشرتها، لا صفه دميمه لا سمح الله.
وأتخذ الرجل من وصف المرأه بأنهن ناقصات عقل ودين سبباً للإستهزاء بها، جهلاً بمعنى الحديث وهو؛ أن العاطفة تغلب عليها لذا لا تحكم بالعقل، ونقص الدين وهو بحاله النفاس والحيض هي معفاه من أداء فرائضها، وهذا قد فسره العلم حالياً بفترة اختلال للهرمونات التي تمر بها المرأه في هذه الأوقات التي تصاب بها بالوهن والاختلال النفسي.
لم يهين الإسلام المرأه بل كرمها وقد قال رسولنا الكريم خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي، وقال رفقاً بالقوارير ومن رزقه الله بابنه أو أكثر دخل بعل أو بهن الجنه أن راعاهن حق الرعاية، فهل هناك أكثر من هذا تكريماً؟!
وبالقرآن سورة تحمل أسم النساء تكريماً لهن وكل حقوقها محفوظة في ديننا، أما «مثنى وثلاث ورباع» أيها الرجل فيكون بشروط أن كانت زوجتك عقيمة أو مريضة أو كبرت بالسن وأنت عندك القوة للزواج، فكان الحل أن تتزوج عليها لا أن تظلمها وتطلقها وتكافئ عشرتها وخدمتها لك باستبدالها بأخرى، بعد أن أخذت شبابها وقوتها تلقي بها إلى الشارع بلا مأوى أو مورد دخل أو أن تظلمها بأن تهملها، أتقوا الله أيها الرجال بزوجاتكن، فهن أمانه سوف تحاسبون عليها عند تفريطكم فيها.
ولا تنسو أن مثنى وثلاث ورباع شرطها العدل «فإن لم تعدلو فواحده» ... ولن تعدلو.