المرأة نصف المجتمع لماذا تنكرون حقها؟


تمثل المرأة في أي مجتمع جزء منه ولكن مع إختلاف العادات والتقاليد القديمة، أصبحت تواجهه ظلم وإستبداد في كل ما يدور من حولها، سواء كان جهل أو عدم توعية بأهمية دورها، برغم إن المرأة لها دور فعال وغير عادي علي مر العصور، فهي أساس الحضارة الإنسانية، وهي عنصر فعال في
بناء المجتمع والنهوض به والحفاظ علي سلامته. وعندما نستعرض وضع المرأة عبر الأزمان بدءآ من الماضي ومرورآ بالحاضر وإنتهاء بالمستقبل، فعلي سبيل المثال كانت في الجاهلية تواجهه أبشع أنواع الظلم مثملة في، عدم وجود حق لها في الزواج بإرادتها، وايضآ ليس لها الحق في الملكية لأي شيء حتي في الميراث الذي حلله الله لها، لتمر وتعبر الحقبة الجاهلية لندخل بعد ذلك في الحقبة الزمنية بعد التمدن نوعآ ما، ايضآ عانت المرأة كثيرآ من الكثير من الظلم، المتمثل في عدم حقها في الحصول علي التعليم، فكان ليس من حقها أن تتعلم ولذا فقدت المرأة الكثير من حقوقها نتيجة العادات والتقاليد المجتمعية التي دائمآ ما تنظر إلي المرأة علي إنها كائن أقل من الرجل.
ثم مع بداية ظهور حركات التحرر النسائية، بدأت المرأة في المطالبة بحقوقها والمساوة في المجتمع، فأصبح لها صوت مسموع، وفرضت علي المجتمع الحديث ذاتها، وأثبتت بالتجربة العملية، تفوقها في كاقة مناحي الحياة العلمية، وحصلت علي جزء من حقوقها، سواء كانت المتعلقة بالتعليم، أو عدم إجبارها علي الزواج، بل وحقها في الإنفصال بقانون الخلع، وأجبرت المرأة مع مرور السنوات المجتمعات علي سن بعض القوانين والتي بمقتضاها حصلت علي جزء آخر من حقوقها، مثل المهر لا يمكن أن يتصرف فيه غيرها، ولا يكون عليها والي في هذا
الشأن، وكذلك الميراث لها حق التصرف فيه دون الرجوع الي أحد، وأصبح الزواج للمرأة عقدآ يحفظ فيه جميع حقوقها، والغريب في الأمر إذا كان الإسلام ذاته قد كرم المرأة وأعطى لها الحقوق، ومع ذلك عانت المرأة، لعدة عقود من كل تلك المشكلات التي طرحت وتم استعراضها.
والسؤال الذي اطرحة لمن مازال يمنع علي المرأة الحصول علي حقها في المساواة، أليس في سورة مريم وأيضا في سورة المجادلة كان للمرأة دور فعال في الحياة الإسلامية وفي المجتمع بذلك الزمن؟
وبعد إنتشار الإسلام بصورة واسعة وإختلاف الآراء لماذا تراجعت حقوق المرأة وتجاهلها البعض لفترة من الزمن حتي أستطاعت المرأة أن تثبت جدارتها قي قدرتها علي إدارة العديد من الأمور بكفاءة، لأن بداخل كل إمرأة الفكر الحضاري الذي أعلي من شأنها ووضعها، وساعدعا في كثير من الأحيان في التغلب علي بعض العادات والتقاليد التي كان من شأنها تصنيف المرأة في المجتمع علي إنها في المرتبة الثانية، وإنها دائمآ أقل من الرجل، وبعد فترة كفاح عبر الأزمان والعقود، رأينا حاليا، إن المرأة وصلت الي قاضي وأدبية وشاعرة ودرست الفقه الإسلامي وأصبحت محامية، وطبية ومعلمة. وبلا شك لقد ساعد المرأة في الحصول علي جزء كبير من حقوقها، هو التطور الهائل للتكنولوجيا، الذي ساعدها في إثبات ذاتها ومخاطبة المجتمع بشكل أبسط وأسرع، وساهم أيضآ بعض العلماء والفلاسفة في تمنية دور المرأة في المجتمع، عن طريق دمجها في المجتمع بصورة أكبر، لتصبح بعد ذلك مشاركة رئيسية في الحياة السياسية والإقتصادية، والثقافية والإجتماعية والتعليمية، ولها صوت انتخابي، بل حصلت علي حقها في الترشح لتولى المناصب الرفيعة في الدولة، فوجدنا المرأة نائبة في البرلمان، ووزيرة تستطيع إتخاذ القرارت المجتمعية، والقيام بالمؤتمرات والندوات وطرح مناقشات.
ومع كل هذه الحقوق أصبح أيضآ للمرأة كيان في الإعلام والإقتصاد، مما أدي الي إهتمام بعض الدول بدور المرأة والتواصل والمشاركة في وجهات النظر والدعم في بعض الاختصاصات، وأصبحت المرأة لها حقوق ولها قانون يحميها.
لذلك فهي قادرة علي تخطي الصعاب، مع قدرة المرأة في الحفاظ علي دورها الأسري والأساسي، المتمثل في تربية الأجيال حتي نري مجتمع خالي من الجرائم والأمراض النفسية، وهذا ما يشعر المرأة دائمآ بالرضا عن النفس، وبالتالي تخرج لنا أجيال تخدم المجتمع بتقديم الكثير من العطاء.
ولهذا اختتم لأقول لبعض الأصوات التي مازالت تنكر علي المرأة حقوقها في المساوة المجتمعية، وتستكتر عليها أخذ حقوقها، لولا المرأة ما كان تقدم حقيقي في المجتمعات، وعجلة الزمان لن ترجع للخلف، وفي كل يوم تثبت المرأة للعالم تفوقها وقدرتها علي القيام بأعمال فشلت فيها بعض العقول الذكورية.
وأختتم لأقول سوف تستمر المرأة في مسيرة عطائها للبشرية وسوف توجة التحديات الذكورية الفكر التي تخرج عليها من الحين إلي الأخر.