كيف أمتلكت التنظيمات الإرهابية بسيناء بندقية FN 2000 المتطورة؟


في مساء يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر سبتمبر نشرت حسابات تابعة لتنظيم بيت المقدس الإرهابي على موقع التواصل الإجتماعى تويتر، صور لعنصر إرهابي يدعى "أبو خالد المقدسى"، وأعلنت عن مقتلة أثناء اشتباكات مع القوات المسلحة المصرية في سيناء .
والأسم الحقيقى لذلك الإرهابي هو "محمد جمال ابو دلال"، ويعرف بأبو خالد المقدسى وهو فى الأساس فلسطينى الجنسية، ويقيم بقطاع غزة وصل الى مصر عن طريق الإنفاق وأنضم الى صفوف تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، والذى أصبح يعرف بتنظيم ولاية سيناء بعد مبايعته لتنظيم داعش الإرهابي، وعلى حسب المصادر فقد تولى أبو خالد المقدسى منصباً قيادياً رفيعاً فى تنظيم ولاية سيناء الإرهابي.
لكن موضوعنا لا يتمحور حول ذلك الإرهابي فى حد ذاتة، لكنة يدور حول الصور التى نشرها تنظيم ولاية سيناء لذلك العنصر الارهابى .
فقد نشر التنظيم صوراً لذلك الإرهابي وهو مسلح ببندقية من طراز «FN F2000»، وهى بندقية هجومية بلجيكية الصنع تم تصنيعها خصيصاً لكى تناسب إحتياج قوات العمليات الخاصة فى نهاية ثمنينات القرن الماضى بواسطة شركة FN Herstal وقد تم الإعلان لأول مرة عن تلك البندقية الهجومية عام 2001 .
تتميز هذه البندقية بتصميم متطور جداً وفاعلية قتالية ومزوده بعدسة تكبير بقدرة 1.6 X وقاذف للقنابل ومخزن للرصاص يسع حتى 30 طلقة من عيار 5.56x45 وتعمل بالغاز .
كل هذه المميزات جعلت السلاح قبلة للعديد من الدول فقد امتلكتة القوات الخاصة البلجيكية وكذلك الجيش السلوفيني والنرويجي، كما إقتنته باكستان وقد طلبت المملكة العربية السعودية حوالي 50 ألف بندقية من هذا النوع إلى جانب التشيلي وتيمور الشرقية والهند.
ولكن السؤال الأهم هو كيف وصل هذا السلاح إلى سيناء ؟
فى عام 2008 قامت ليبيا أثناء حكم معمر القذافى بالإتفاق مع شركة FN Hersta البلجيكية على شراء عدد 367 قطعة سلاح من هذا النوع وبالفعل تم التسليم بحلول عام 2009، ولكن مع أندلاع الثورة الليبيه عام 2011 قد تم سرقة هذه الأسلحة وقد ظهرت مع العديد من الليبين فى مدينة مصراتة الليبية بالتحديد .
وفى هذة الفترة إزدهرت تجارة الأسلحة المهربة من ليبيا إلى مصر، فقد تم تهريب هذه الأسلحة مثلما حدث مع صواريخ الكورنيت عن طريق الحدود المصرية الليبية، ودخلت إلى مصر عن طريق المهربين وبدأت رحلتها إلى غزة عن طريق الصعيد ثم الى مدن القناة عبوراً الى سيناء فى فترة الإنفلات الأمنى التى شهدتها البلاد.
وقد ظهرت صوراً لبندقية FN F2000 مع عناصر من تنظيم حماس بقطاع غزة ويعتقد أن شحنات الأسلحة لم تصل كاملة إلى غزة ولكن قد تم السطو على بعضها بواسطة الجماعات الإرهابية التى بدأت فى الظهور فى تلك الفترة وذلك خلافاً للدعم التى تلقته تلك التنظيمات من جماعة القسام.
وهناك سوابق توضح خط سير ذلك السلاح مثل صواريخ الكورنيت التى ظهرت بأعداد محدودة مع العناصر الإرهابية فى بداية ظهورها بشمال سيناء، وايضاً صواريخ إيجلا السوفيتيه التى ظهرت بأعداد محدودة ايضاً .