راجيا طلعت تكتب: التصالح مع النفس يقود للسلام الداخلي


كثير مننا تعرض لأزمة أو عدة أزمات في حياتنا. وهناك من إستطاع أن يتخطي تلك أزمته، فيكون هو المؤثر فيها ولم يترك نفسه ليكون هو الذي يتأثر بها.
ومن يترك نفسة للأزمة لتصبح هي المؤثر فيه بالتأثير السلبي، وهذا التأثير السلبي له الكثير من التداعيات السلبية علي ذلك الشخص، الذي كان أضعف من الأزمة، فيتحول إلي إنسان فاقد الثقة في نفسة، وبالتالي هذا يقود لفقدانه الثقة في كل من حوله.
وعندما نتأمل في هذا المشهد سوف نجده مشهد يري كل إنسان نفسة فيه.
وآحد أهم أسباب وصول الإنسان لهذه المرحلة، ليس الأزمة نفسها التي تعرض لها هي السبب الأساسي، وإنما الإنسان ذاته هو من يقود نفسة لإحداث هذا الخلل النفسي بداخلة.
وهذا يحدث عندما يتخيل هذا الإنسان إنه في حالة إستخدامه للعقل بمفردة دون إستخدام الوجدان، فإن العقل سوف يحمية من شرور الناس وغدرهم.
وهذا علميآ خطأ لأسباب عده أهمها، لأن العقل عنصر منطقي لا يقبل بالإحساس أو يؤمن بالغيبيات، ودائمآ يحتاج إلي تأكيدات كثيرة في كل مره يقدم فيها علي أي خطوة، مما يصيب هذا الإنسان بالتنافر المعرفي، أي إنه قد لا يري أشياء أمامه قد تكون مفيدة لهذا الإنسان، لأنه ببساطة غير مقتنع بها، واحيانآ أخري يقتنع بأشياء سطحية ليس بها فائدة حقيقية له.
وايضآ من أضرار إستخدام العقل بمفردة دون العاطفة، فإن هذا الإنسان يتحول إلي إنسان متردد الطباع، ويخاف من كل شيء ويظل منعزل عن كل شيء من حوله، فتقف به الحياة عند حدود معطيات العقل فقط.
إذن نحن في مجتمعتنا نتعامل مع الأزمات التي نتعرض لها بشكل من السذاجة المبنية علي الفهم الخطآ لأهمية كل عنصر بداخل الإنسان.
لأن إتحاد العقل والوجدان معآ بوقت الأزمات وعدم التخلي عن أي عنصر منهم وتفضيل واحد علي الآخر، هو من سوف يحصن الإنسان ذاته الذي تعرض للأزمة لكي يتخطاها.
لأن الوجدان دورة الشعور بالأشياء غير المادية والإيمان بها، وبقاء إتحادة مع العقل كما خلقهم الله مع بعض، فإن كلاهما يكملوا بعضهم البعض، فيعطوا لهذا الإنسان قدرة علي رؤية أدق التفاصيل في المشهد الذي أمامه، والتمسك بإتحاد كلاهما هو بمثابة الوقود الذي يدفع بهذا الإنسان لتخطى أزماته، والخروج منها منتصر وأقوي ممن كان. لأنه الإنسان الذي يتمسك بطبيعته التي خلق عليها، يكون هو المؤثر في الأشياء ولا تكون التجارب الحياتية هى التي تؤثر علية بالسلب.
وهذا ما يفرق إنسان وآخر، فنجد شخص لا يتمتع بالسلام الداخلي والراحة النفسية وراحة البال، وعلي الجانب الآخر نجد شخص متخبط وفاقد الثقة في نفسة، وهي التي تقودة لفقدانه الثقة في كل من حوله.
برغم إن نظرية التعيم الذي يتبعها هذا الشخص، هي نظرية أثبتت علميآ فشلها، لأن هذه هى طبيعة الحياة بها الخير وبها الشر.
ولهذا من يظل متمسك بإتحاد عقلة مع وجدانه، يكون هو ذلك الشخص القادر علي عبور أزمات الحياة.